نام کتاب : كتاب السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 41
« هذا كتاب السّرائر »
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
الحمد لله الذي خلق الإنسان فعدّله ، وعلمه البيان ففضّله ، وألبسه الإيمان فجملة ، وعرّفه الدين فكمله ، أحمده على ستر أسبله ، ونيل نوّله ، حمد معترف وله مطلق بالحمد مقولة ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب نزّله ، وآي فصّله ، ودين كمّله ، وشرع سبّله ، فاضطلع بما حمّله ، حتى حل بعضله من البهتان مشكلة ، وأرشد إلى الرّحمن من جهله ، وصلىاللهعليهوآله ومن قبله ما كبّر الله مكبّر وهلّله.
أمّا بعد فإنّ الفقه أجمل ما التحفته الهمة ، وعرفته هذه الأمّة ، وما زالت صدور الصّدور له محلا ، ولبّاتهم به يتحلا ، ومجتمعاتهم ميدان محلّه ، ومكان رويته وارتحاله ، يرشف فيه ثغورهم ، ويخطف لديه نورهم ، ثمّ تقلّص ذلك البرد الضّافي ، وتكدر ذاك الورد الصّافي ، وزهد في اقتناء المعارف ، وعريت الهمم من تلك المطارف ، وأصبح العلم قد دجت مطالعة ، وخوي طالعه.
قال محمّد بن إدريس رحمهالله : إنّي لمّا رأيت زهد أهل هذا العصر في علم الشريعة المحمدية والأحكام الإسلامية وتثاقلهم طلبها ، وعداوتهم لما يجهلون ، وتضييعهم لما يعلمون ، ورأيت ذا السن من أهل دهرنا هذا لغلبة الغباوة عليه ، وملكه الجهل لقياده ، مضيّعا لما استودعته الأيّام ، مقصّرا في البحث عمّا يجب عليه علمه ، حتى كأنّه ابن يومه ونتيج ساعته ، ورأيت الناشئ المستقبل ذا الكفاية والجدة مؤثرا للشهوات ، صادفا عن سبل الخيرات ، ورأيت العلم عنانة في يد الامتهان ، وميدانه قد عطل من الرهان ، تداركت منه الذماء الباقي ،
نام کتاب : كتاب السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 41