نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 73
ولايستطيع المرء إلاّ أن يعجب كيف استطاع بولص أن يزيح هذه الكلمات جانبا بهذه الجرأة. لقد أبدل الختان بالتعميد ، وهو رش الماء ، الذي أصبح الآن الواسطة لختم ميثاق بين اللّه وبين الفرد المسيحي. إن الأميين (غير اليهود) ، بطبيعة الحال ، كانوا قد اهتزوا طربا لهذا.
بعد ذلك اختفت اُمور الشريعة الواحدة بعد الأخرى ، وفي فترة قصيرة من الزمن فإنّ شريعة اللّه أصبحت لاشيء أكثر من تحضير لقوة الخلاص من عيسى للمسيحيين ... أي إن الشريعة أصبحت شيئا لايستحق الاهتمام.
وبينما الأعمال الصالحة ـ حسب قول بولص ـ تأتي فطريا للمسيحي ، فإنّ عليه أن يعرف أن الأعمال الصالحة لوحدها سوف لن تكفي بنفسها في الخلاص ، فقط الايمان بقوّة الانقاذ في عيسى يمكن أن تفعل ذلك [١].
٤ ـ ماذا عن الانجيل الخامس
«إنجيل برنابا»
هذا الانجيل الذي يتفكر له المسيحيون قاطبةً ، ماهي قصته؟
يذكر التاريخ أن البابا جلاسيوس الأول ، الذي جلس على الاريكة البابوية سنة ٤٩٢ م ، أصدر أمرا بتحريم قراءة عدد من الكتب ، وذكر في عدادها : «إنجيل برنابا».
ومن هذا نفهم أن إنجيل برنابا كان معروفا حتى ذلك العهد ، غير أن المعروف في تلك العهود القديمة أن الكتب الدينية الرئيسية لم يكن مسموحا للعامة بقراءتها ، بل كانت حكرا على كبار رجال الدين وحدهم!