نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 30
وخدعه ، فهل سينقل ميراث النبوة للماكر الخادع ، دون أن يكون للّه تعالى أي دور يذكر في اختيار نبيه؟
هذا إذا ما افترضنا صحة ما تدعيه التوراة التي بين أيدينا من أن انتقال ميراث النبوة كان متوقفاً على أكلة شهية ترضي النبي ، يعقبها شربة من خمر تطلق أشجانه!!
لكأن ناسج هذه الأسطورة أراد لبني إسرائيل أن يتعلموا أن المكر والخديعة هي طريق الفوز ، وليس ثمّة صلاح ولا تقوى ولا صدق ولا اخلاص.
٥ ـ بيت داود عليهالسلام
يبدو أن من مهندسي التحريف في التوراة رجال اصيبوا بالشذوذ الجنسي الحاد ، فأسقطوا هواجسهم ونزعاتهم على بيوت الأنبياء بكل صلافة ، فلم تكن قصة لوط وابنتيه هي الانموذج الوحيد لهذا الاسقاط ، بل سيتابع هذا العامل انعكاساته في الكثير من بيوت الأنبياء!!
وابتداءً من أولاد يعقوب ، سيمارس يهوذا الزنا مع كنته ، زوجة ابنه البكر ، ويتخذها صاحبة سر أمداً طويلاً ، حتى تلد منه ولدين ، هما فارض ، وذارح! [١]
وفارض هذا هو جدّ الأنبياء اللاحقين : داود ، وسليمان ، وعيسى عليهمالسلام!
ومع أن التوراة تقول : «لا يدخل ابن الزنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر» [١].
فقد دخل داود هذه الجماعة وهو الابن العاشر لفارض.
وسوف ينتقل هذا الداء ـ بحسب هذه الأساطير ـ الى بيت داود ، ويفتك
[١] سفر التكوين ـ الفصل ٣٢. [٢] سفر التثنية ـ الفصل ٢٣ ـ العدد ١٠.
نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 30