responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 18

فقال آدم : سمعت صوتك فاختبأت لأني عريان!

فقال اللّه : من أعلمك انك عريان؟ هل أكلت من الشجرة؟! [١]

وبعدئذٍ قال اللّه تعالى : هوذا آدم صار كواحد منّا!! عارف بالحسن والقبيح ، والآن يمدّ يده فيأخذ من شجرة الحياة أيضاً ، فيأكل ويعيش إلى الأبد!!

فأخرجه اللّه من الجنة ، وأقام شرقيها لهيب سيف متقلّب لحراسة طريق الشجرة!! [٢]

وهكذا ترتكب التوراة أخطاءً فادحة ، وتقع في سلسلة من التناقضات الصارخة ، فتضفي على الخالق المدبر الذي آمنت به خالقاً أحداً ، صفات هي من صفات المخلوقين ، فهو بحسب الصورة المتقدمة جسم محدد الأبعاد ، يتمشى في الحديقة! ثم يختفي عنه آدم وحواء ، فلا يراهما ولا يدري أين هما! ثم لا يعلم أنهما قد أكلا من الشجرة الممنوعة حتى يستنبط ذلك استنباطاً من قول آدم إنه عريان!

ثم ويخشى أن يأكل آدم من شجرة الخلد ، فيصبح إلهاً يشارك اللّه في سلطانه! لا سيما بعد أن أصبح يشارك الاله في معرفة الحسن والقبيح!

وأكثر من ذلك يصور لنا نص التوراة الآنف الذكر أن هناك أكثر من اله عارف بالحسن والقبيح ، حتى يقول اللّه : «هو ذا آدم صار كواحد منّا» وكأنه يتحدث عن جماعة من الآلهة!


[١] سفر التكوين ، الفصل الثالث ـ العدد ٨ ـ ١٢.

[٢] سفر التكوين ، الفصل ٣ ـ العدد ٢ ـ ٢٤.

نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست