نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 140
وأوربا!
فلماذا يكون الأمن والاستقلال حقا للامريكي في وطنه وفي العالم بأسره ، ولايكون حقا للمسلم في وطنه وحدوده الجغرافية ، بل في مسكنه ومحل عمله؟
إنها الروح العنصرية ، والعدوانية التي خلقتها تلك الأحكام الخاطئة والمجحفة ، والتي كان من ورائها دائما اناس عدوانيون في طبيعتهم ، مرضى القلوب ، أنانيون بإفراط ، يرون الحياة حقا لهم وحدهم دون سواهم. وسيكون مصيرهم على عكس ما يسعون إليه ، وعاقبتهم الخيبة والخسران.
خاتمة عامة
في نهاية هذا الاستعراض السريع تبدت عدة نتائج بالغة الأهمية ، نمر عليها مرورا سريعا :
ظهر أن العهد القديم (التوراة) يتألف من مجموعة من المؤلفات ، أنتجت على مدى تسعة قرون تقريبا ، وهو يشكل مجموعة متنفافرة جدا من النصوص ، حتى في أمهات العقيدة التوحيدية ، عدّل البشر من عناصرها عبر السنين ، بحيث إن التعرف على مصادر هذه النصوص اليوم أمر عسير جدا.
وظهر أيضا أن الأناجيل الأربعة لم تكتب بأقلام شهود عيان للأمور التي أخبروا عنها ، إنها ببساطة تعبير المتحدثين باسم الطوائف اليهودية المسيحية المختلفة عما احتفظت به من معلومات عن حياة المسيح العامة ، وذلك على شكل أقوال متوارثة ، شفهية أو مكتوبة ، اختلفت اليوم ، بعد أن احتلت دورا وسطا بين التراث الشفهي والنصوص النهائية.
نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 140