فجهز حاكم شيراز ـ آنذاك ـ جيشاً جراراً من أربعين الف جندي وتوجه إلى الركب ، فلتقى بهم في « خان زينان » على ثمانية فراسخ [٢] من شيراز.
فتوقفت قافلة بني هاشم تستطلع الأمر.
قال الحاكم لهم : إن الخليفة يأمر بإرجاعكم من حيث أتيتم.
فقال أمير الركب أحمد بن موسى : إننا لا نريد سوى زيارة أخينا الإمام الرضا. وما قصدناه إلا بعد استئذان وإجازة المأمون نفسه.
قال الحاكم : قد يكون ما ذكرت ، ولكنّه أصدر الأمر إلينا بمنعكم من إكمال سيركم.
فتشاور الإخوة فيما بينهم ، واتفقوا على إكمال مسيرتهم ، واحتاطوا لذلك بجعل النساء في آخر القافلة ..
في الصباح تحركوا من جديد ..
ولكن حاكم شيراز وجنده الأربعين ألفا قطعوا الطريق عليهم ..
فبدأت معركة دامية ، أبدى فيها إخوة الإمام وسائر أفراد القافلة شجاعة فائقة ، ولا عجب في ذلك فهم من بني هاشم أصل الشجاعة ومنبت البطولة ، وعلى أثر ذلك انكسر جيش الأعداء ، وتفرقوا ... فلجأوا حينئذ إلى المكر والخديعة.
[١] ولعل سبب استقدام الإمام لإخوته هو كشف النوايا الخبيثة للمأمون ـ كما سيظهر لك ، فليست هجرتهم مجرد لقاء إخوة باخيهم ، وليست العواطف هي الباعث عليها وإنما الأمر فوق ذلك. [٢] أي على بعد ٤٤ كيلومتراً من شيراز (الفرسخ الشرعي =١/٢ ٥ كيلومتر).
نام کتاب : سيّدة عشّ آل محمد صلى الله عليه وآله نویسنده : الهاشمي، السيد أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 70