وفي القراءات المتواترة ، عن أبي الحسن
المضاي قال : قرأ أمير المؤمنين : (يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
« من خلافة عليّ » وَإِن
لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ، فقلت :
تنزيل؟
فقال : نعم.
وقال في الملل والنحل ، لأبي الفتح
الشهرستاني : ومثل ما جرى في كمال الإسلام ، وانتظام الحال ، حين نزل قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَوَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، فلمّا وصل غدير خمّ أمر بالدوحات
فقممن ، ونادوا الصلاة جامعة ، ثُمّ قال عليه الصلاة والسلام وهو على الرحال : من
كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ،
وأخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه حيث دار ، ألا هل بلّغت ثلاثاً [١].
وعن جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن
العبّاس الصحابيين قالا : أمر الله محمّداً أنْ ينصب عليّاً للناس ليخبرهم بولايته
، فتخوّف رسول الله أنْ يقولوا حابى ابن عمّه وأنْ يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى
الله إليه : (يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) ، فقام رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بولايته يوم غدير خمّ [٢].
وروى السيوطي في الدرّ المنثور عن
الحافظ ابن مردويه ، وابن عساكر ، بسنديهما عن أبي سعيد الخدري قال : « لمّا نصب
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عليّاً يوم غدير خمّ ، فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)[٣].
وقد روى الخطيب والحافظ الحسكاني وابن
عساكر وغيرهم ، باسأنيد عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجّة كتب
له صيام ستين شهراً ،