ثمّ جاء عصر الخليفة الأول أبي بكر ، فلننظر
عزيزي القارئ ماذا جرى لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في عهد أبي بكر.
فقد قام أبو بكر من أوّل يوم ، بنبذ
سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
باعتراف صريح في خطبته الأولى ، وتأكيد على ما قاله عمر بن الخطّاب يوم رزيّة
الخميس ، حيث قال : حسبنا كتاب الله.
روى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن أبي
مليكة : أنّ أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيّهم فقال : إنكم تحدّثون عن رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً ، فلا
تحدّثوا عن رسول الله شيئاً ، فمن سألكم ، فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ،
فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه [١].
وهذا تصريح خطير فاضح ، واعتراف واضح ،
يؤكّد قول المسلمين الذين قالوا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
حسبنا كتاب الله ، أي لا نريد سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
; ولذلك كان أبو بكر كثيراً ما يقول : لا تحملوني على سنّة نبيكم ، فإنّي لا أطيقها
، وهذا يؤكّد على تصميمهم على اغتيال السنّة النبويّة الشريفة.
روى أحمد في مسنده عن قيس بن أبي حازم
قال : « إنّي لجالس عند أبي بكر ، خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، بعد
وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم