responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة في تنبؤات نوستردامس نویسنده : الأعرجي، شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 392

وقد شاء الله تعالى أن يجعل هذا الإنسان حراًّ مختاراً مريداً ، ولكن حريته هذه وإرادته ليست مطلقة ومن دون قيود أو ضوابط ، قال تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ) الإنسان ـ ٢٩ ، وقال : ( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) فصلت ـ ٤٠ ، ولكنه تعالى يقول في مقابل ذلك وعلى سبيل المثال في آية أخرى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) الإنسان ـ ٣٠ ، فالإنسان وإن كان حراًّ مختاراً إلاّ أنه إنما يتقلّب بين الضرورة والحتم من كل جوانبه وذلك لأن القوانين والنواميس تحيط به من كل جانب وتشمله باطناً لظاهر وما هذه القوانين غير ضروريات وجبر. فهو يتقلب بين الجبر والاختيار ، وهذا أيضاً في قضاء الله وقدره ، فاختيار الإنسان وحريته ومشيئته لا تخرجه عن مشيئة الله ولا عن سلطان الله تعالى وإليه يعود الأمرُ كلُّه. فإنّ الواحد منا إذا ما اختار شيئاً ( وتلك هي حرّيته وإرادته ) فقد وضع قدميه على طريق سوف يؤدي به إلى نتيجة ، والذي خطّ هذا الطريق وربط المقدّمة بالنتيجة وعيّن الأسباب وحدّد سُبُلها هو الله عز وجلّ ، وهذا هو قضاء الله تعالى وقدره.

وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم أن له في المجتمع سنن وقوانين تحكم حركة وتطوّر ذلك المجتمع

نام کتاب : دراسة في تنبؤات نوستردامس نویسنده : الأعرجي، شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست