responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 290

ما لا ترده ، وذهب عنك ما لا يعود ، فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ، ما لك منه إلا لذة تزدلف بك الى حمامك ، وتقربك من أجلك؟ فكأنك قد صرت الحبيب المفقود ، والسواد المخترم ، فعليك بذات نفسك ، ودع ما سواها ، واستعن بالله يعنك .. » [٣٧٦]

٢ ـ وحضر عنده جماعة من الشيعة فوعظهم ، وحذرهم عقاب الله ، فلم يحفلوا بكلامه فغاظه ذلك ، واطرق برأسه مليا الى الارض ، ثم رفع رأسه ، فجعل يعاتبهم ، ويعظهم مرة أخرى قائلا :

« إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتا ، الا يا أشباحا بلا أرواح وذبابا بلا مصباح كأنكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألا تأخذون الذهب من الحجر ، إلا تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ، خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وان لم يعمل بها ، فان الله يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ ) [٣٧٧].

ويحك يا مغرور ألا تحمد من تعطيه فانيا ، ويعطيك باقيا ، درهم يفنى بعشرة تبقى الى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك فاستوجب بجميل صنيعه الشكر فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر ، ويلك انما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلما


[٣٧٦] تحف العقول ( ص ٢٩٩ ) الكامل للمبرد ١ / ١٢٧.

[٣٧٧] سورة الزمر ، آية ١٨.

نام کتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست