responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 119

وخلفاء الله في أرضه ، ولا مانع مع ذلك أن تصدر عنهم المعاصي والذنوب ، فليست العصمة اذن شرطا فيمن يتولى شئون المسلمين ، وقد انكرت الشيعة ذلك أشد الانكار ، وذهبت الى أن خلافة أولئك الملوك لا تحمل أي طابع من الشرعية ، وذلك لما أثر عنهم من الاعمال التي لا تتفق مع ابسط قواعد الدين الاسلامي ، فقد أسرفوا إلى حد بعيد في الدعارة واللهو والمجون ، وتحولت قصورهم الى مسارح للهو والرقص والفساد ، وفي ذلك يقول الشاعر في المهدي العباسي :

بنو أمية هبوا طال نومكم

ان الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم

فالتمسوا خليفة الله بين الناي والعود

وإذا كان الخليفة قد صرعه الهوى فصار حليفا للناي والعود ، كيف يكون اماما للمسلمين ، وخليفة لله في أرضه؟

لقد احتاط الاسلام كأشد ما يكون الاحتياط في شأن الخلافة الاسلامية باعتبارها المركز الحساس لسعادة المسلمين ، وتقدمهم وتطور حياتهم فليس من المنطق في شيء أن يضفى على اولئك الملوك خلفاء الله في ارضه ، وامنائه على عباده ، وان يقال بشرعية خلافتهم.

لقد قالت الشيعة : بعصمة أئمتهم لأنهم الا نموذج الاعلى للتكامل الانساني ، ولم يؤثر عن احد منهم ـ فيما اجمع عليه المؤرخون ـ انه قد شذ في سلوكه عن الطريق القويم أو خالف الله فيما أوجب أو نهى ، ألم يقل الامام أمير المؤمنين (ع) : « والله لو اعطيت الاقاليم السبع بما تحت افلاكها على أن اعصي الله في جلب شعيرة اسلبها من فم جرادة ما فعلت » وهذه هي العصمة التي تدعيها الشيعة لأئمتهم (ع) فليس فيها غلو ولا جمود ، وإنما

نام کتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست