نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 55
ـ أمّا علي فوالله لا تساوي العرب بينك
وبينه في شيء مِن الأشياء ، وإنّ له في الحرب لحظاً ما هو لأحد مِنْ قريش إلاّ أنْ
تظلمه.
واندفع معاوية يبيّن دوافعه في حربه
للإمام قائلاً : صدقت ، ولكنّا نقاتله على ما في أيدينا ، ونلزمه قتلة عثمان.
واندفع ابن العاص ساخراً منه قائلاً : وا
سوأتاه! إنّ أحق الناس أنْ لا يذكر عثمان أنت!
ـ ولِمَ ويحك؟!
ـ أمّا أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتّى
استغاث بيزيد بن أسد البجلي فسار إليه ، وأمّا أنا فتركته عياناً وهربت إلى فلسطين
[١].
واستيقن معاوية أنّ ابن العاص لا يخلص
له ، ورأى أنّ مِن الحكمة أنْ يستخلصه ويعطيه جزاءه مِن الدنيا ، فصارحه قائلاً : أتحبّني
يا عمرو؟
ـ لماذا؟ للآخرة فوالله ما معك آخرة ، أم
للدنيا؟ فوالله لا كان حتّى أكون شريكك فيها.
ـ أنت شريكي فيها؟
ـ اكتب لي مصر وكورها.
ـ لك ما تريد.
فسجّل له ولاية مصر ، وجعلها ثمناً
لانضمامه إليه [٢]
في مناهضته لوصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد ظفر بداهية مِنْ دواهي
العرب ، وبشيخ مِنْ شيوخ قريش قد درس أحوال الناس ، وعرف كيف يتغلّب على الأحداث.