نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 48
الذي قدّموا له هذه
القرابين ، وأمر الإمام (عليه السّلام) بحرقه وتذرية رماده في الهواء ؛ لئلاّ تبقى
منه بقية يُفتتن بها السذّج والبسطاء.
وبعد الفراغ مِنْ ذلك ، قال : «لعنه
الله مِنْ دابة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل!». ومدّ بصره نحو الرماد الذي تناهبه
الهواء ، فتلا قوله تعالى : (وَانظُرْ إِلَى
إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ
لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).
وبذلك فقد وضعت الحرب أوزارها ، وكتب النصر للإمام (عليه السّلام) وأصحابه ، وباءت
القوى الغادرة بالخزي والخسران.
وأوفد الإمام (عليه السّلام) للقيا
عائشة الحسن والحُسين (عليهما السّلام) ومُحمّد بن أبي بكر [١] ، فانطلقوا إليها ، فمدّ مُحمّد يده في
هودجها فجفلت منه ، وصاحت به : مَنْ أنت؟
ـ أبغض أهلك إليك.
ـ ابن الخثعميّة؟
ـ نعم أخوك البرّ.
ـ عقوق.
ـ هل أصابك مكروه؟
ـ سهم لمْ يضرّني.
فانتزعه منها ، وأخذ بخطام هودجها
وأدخلها في الهزيع الأخير مِن الليل إلى دار عبد الله بن خلف الخزاعي على صفية بنت
الحارث ، فأقامت فيه أياماً.
العفو العام :
وسار علي (عليه السّلام) في أهل البصرة
سيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أهل مكة