نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 45
وهو شاك السّلاح ، وأنت
تعرف شجاعته! فقال (عليه السّلام) :
«إنّه ليس بقاتلي ، إنّما يقتلني رجل
خامل الذكر ، ضئيل النسب ، غيلة في غير ماقط [١]
حرب ولا معركة رجال. ويل أُمّه أشقى البشر! ليودّ أنّ أُمّه هبلت به. أما أنّه
وأحمر ثمّود لمقرونان في قرن ...» [٢].
واستجاب الزبير لنداء الإمام (عليه
السّلام) فاتّجه صوب عائشة ، فقال لها : يا أُمّ المؤمنين ، إنّي والله ما وقفت
موقفاً قط إلاّ عرفت أين أضع قدمي فيه إلاّ هذا الموقف ؛ فإنّي لا أدري أمقبل أنا
فيه أم مدبر؟!
وعرفت عائشة تغيير فكرته وعزمه على
الانسحاب مِنْ حومة الحرب ، فقالت له باستهزاء وسخرية مثيرة عواطفه : يا أبا عبد
الله ، خفت سيوف بني عبد المطلب؟! وعاثت هذه السخرية في نفسه ، فالتفت إليه ولده
عبد الله فعيّره بالجبن قائلاً : إنّك خرجت على بصيرة ، ولكنّك رأيت رايات ابن أبي
طالب وعرفت أنّ تحتها الموت فجبنت.
إنّه لمْ يخرج على بصيرة ولا بيّنة مِنْ
أمره ، وإنّما خرج مِنْ أجل المُلْك والسلطان.
والتاع الزبير مِنْ حديث ولده ، فقال له
: ويحك! إنّي قد حلفت له أنْ لا اُقاتله. [فقال له ابنه :] كفّر عن يمينك بعتق
غلامك سرجس. فأعتق غلامه وراح يجول في ميدان الحرب ليُري ولده شجاعته ، ويوضّح له
أنّه إنّما فرّ بدينه لا جبناً ولا خوراً ، ومضى منصرفاً على وجهه حتّى أتى وادي
السّباع. وكان الأحنف بن قيس مع قومه مقيمين هناك ،