نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 442
الشيعة :
وهي التي تدين بالولاء لأهل البيت (عليهم
السّلام) ، وترى أنّه فرض ديني ، وقد أخلصت شيعة الكوفة في الولاء لهم ، أمّا
مظاهر حبّهم فهي :
١ ـ الخطب الحماسية التي يُمجّدون فيها
أهل البيت ويذكرون فضلهم ومآثرهم ، وما شاهدوه مِنْ صنوف العدل والحق في ظلّ حكومة
الإمام أمير المؤمنين.
٢ ـ الدموع السخية التي يهريقونها حينما
يذكرون آلام آل البيت (عليه السّلام) وما عانوه في عهد معاوية مِن التوهين
والتنكيل ، ولكنّهم لمْ يبذلوا أيّ تضحية تذكر لعقيدتهم ، فقد كان تشيّعهم
عاطفيّاً لا عقائديّاً ، وقد تخلّوا عن مسلم وتركوه فريسة بيد الطاغية ابن مرجانة.
ويروي البلاذري أنّهم كانوا في كربلاء ،
وهم ينظرون إلى ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد تناهبت جسمه الشريف
السيوف والرماح فكانوا يبكون ، ويدعون الله قائلين : اللّهم انزل نصرك على ابن بنت
نبيك. فانبرى إليهم أحدهم فأنكر عليهم ذلك الدعاء ، وقال لهم : هلاّ تهبّون إلى
نصرته بدل هذا الدعاء ، وقد جرّدهم الإمام الحُسين (عليه السّلام) مِنْ إطار
التشيّع وصاح بهم : «يا شيعة آل أبي سفيان ...».
والحقّ أنّ الشيعة بالمعنى الصحيح لمْ
تكن إلاّ فئة نادرة في ذلك العصر ، وقد التحق بعضهم بالإمام الحُسين واستشهدوا معه
، كما زُجّ الكثيرون منهم في ظلمات السجون.
وعلى أيّ حالٍ ، فلمْ يكن المسلمون في
الكوفة على رأي واحد وإنّما كانت هناك انقسامات خطيرة بين صفوفهم.
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 442