نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 42
بأسنانه وقد نزف دمه
، وراح يدعوهم إلى السّلم وحقن الدماء قائلاً : الله في دمائنا ودمائكم.
وانثالوا عليه يرشقونه بنبالهم فوقع على
الأرض جثة هامدة ، فانطلقت إليه اُمّه تبكيه وترثيه بذوب روحها قائلة :
يا ربِّ إنّ مسلماً أتاهُمْ
يتلو كتاب الله لا يخشاهُمْ
فخضّبوا مِن دمه لحاهُمْ
واُمّهم قائمةٌ تراهُمْ
ورأى الإمام (عليه السّلام) بعد هذا
الإعذار أنْ لا وسيلة له سوى الحرب ، فقال لأصحابه : «الآن حلّ قتالهم ، وطاب لكم
الضراب» [١].
ودعا الإمام (عليه السّلام) حضين بن المنذر وكان شاباً ، فقال له : «يا حضين ، دونك
هذه الراية ، فو الله ما خفقت قط فيما مضى ، ولا تخفق فيما بقي راية أهدى منها
إلاّ راية خفقت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)».
ولمّا استيأس الإمام (عليه السّلام) مِن
السّلم عبّأ جيشه تعبئة عامّة ، وكذلك فعل أصحاب عائشة وقد حملوها على جملها (عسكر)
، واُدخلت هودجها المصفّح بالدروع ، والتحم الجيشان التحاماً رهيباً. يقول بعض
المؤرّخين : إنّ