نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 398
وتكاثرت الجنود عليه إلاّ إنّها
مُنِيَتْ بالذعر والجبن ، وصاح بهم ابن الأشعث : إنّ هذا هو العار والفشل أنْ
تجزعوا مِنْ رجلٍ واحدٍ هذا الجزع ، احملوا عليه بأجمعكم حملةً واحدةً [١].
وحملوا عليه حملةً واحدةً ؛ فضربه بكير
بن حمران الأحمري ضربةً منكرةً على شفته العليا ، وأسرع السيف إلى السفلى ، وضربه
مسلم ضربةً أردته إلى الأرض.
أسره :
وبعدما اُثخن مسلم بالجراح ، وأعياه
نزيف الدم ، انهارت قواه وضعف عن المقاومة ، فوقع أسيراً بأيدي اُولئك الأوغاد ، فتسابقوا
إلى ابن زياد يحملون له البشرى بأسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليحررهم مِن الذلّ
والعبودية ، وقد طار الطاغية فرحاً ؛ فقد ظفر بخصمه وتمّ له القضاء على الثورة.
أمّا كيفية أسره ، فقد اختلفت فيها
أقوال المؤرّخين ، وهذه بعضها :
١ ـ ما ذكره ابن أعثم الكوفي : أنّ
مسلماً وقف ليستريح ممّا ألمَّ به مِن الجروح ، فطعنه مِنْ خلفه رجل مِنْ أهل
الكوفة طعنة غادرة فسقط إلى الأرض فأسرعوا إلى أسره [٢].
٢ ـ ما ذكره الشيخ المفيد : أنّ مسلماً
لمّا اُثخن بالحجارة وعجز مِن القتال أسند ظهره إلى جنب دار ، فقال له ابن الأشعث :
لك الأمان.