وأبدى سليل هاشم مِن الشجاعة وقوة البأس
ما حيّر الألباب وأبهر العقول ؛ فقد قتل منهم فيما يقول بعض المؤرّخين واحداً وأربعين
رجلاً [٢] ما عدا
الجرحى ، وكان مِنْ قوّته النادرة أنّه يأخذ الرجل بيده ويرمي به مِنْ فوق البيت [٣] ، وليس في تاريخ الإنسانية مثل هذه
البطولة ولا مثل هذه القوّة ، وليس هذا غريباً عليه ؛ فعمّه علي بن أبي طالب أشجع
الناس وأقواهم بأساً وأشدّهم عزيمة.
واستعمل معه الجبناء مِنْ أنذال أهل
الكوفة ألواناً قاسية وشاذّة مِنْ الحرب ، فقد اعتلوا سطوح بيوتهم وجعلوا يرمونه
بالحجارة وقذائف النار [٤]
، ولو كانت في ميدان فسيح لأتى عليهم ، ولكنّها كانت في الأزقة والشوارع.
فشل الجيوش :
وفشلت جيوش أهل الكوفة وعجزت عن مقاومة
البطل العظيم ، فقد أشاع فيهم القتل وألحق بهم خسائر فادحة ، وأسرع الخائن الجبان