responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 3  صفحه : 111

لقد أمعن الحكم الاُموي والعباسي في ظلم أبناء الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّهم تبنَّوا حقوق المظلومين والمضطهدين ، وتبنَّوا المبادئ العليا التي رفع شعارها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فناضلوا كأشدّ ما يكون النضال في سبيل تحقيقها على مسرح الحياة.

وكان مِن أشدّ أبناء الإمام (عليه السّلام) حماساً واندفاعاً في حماية مبادئ أبيه الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، فقد انطلق إلى ساحات الجهاد عازماً على الموت ، آيساً مِن الحياة ؛ ليحمي مبادئ جدّه وأبيه ، ويرفع راية الإسلام عاليةً خفّاقة ، وينكّس أعلام الشرك والإلحاد ، ويحطّم قيود العبودية والذلّ.

٤ ـ أوجد الإمام (عليه السّلام) في أثناء حكمه القصير وعياً أصيلاً في مقارعة الظلم ومناهضة الجور ، فقد هبّ في وجه الحكم الاُموي أعلام أصحابه كحِجْر بن عدي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وعبد الله بن عفيف الأزدي وأمثالهم مِن الذين تربّوا بهدي الإمام (عليه السّلام) ، فدوّخوا اُولئك الظالمين بثورات متلاحقة أطاحت بزهوهم وجبروتهم. لقد كان حكم الإمام (عليه السّلام) ـ حقّاً ـ مدرسة للنضال والثورة ، ومدرسة لبث الوعي الديني والإدراك الاجتماعي ، وبهذا ينتهي بنا الحديث عن مخلّفات حكومة الإمام (عليه السّلام).

خلافةُ الحسن (عليه السّلام) :

وتقلّد الإمام الحسن (عليه السّلام) أزمة الخلافة الإسلامية بعد أبيه ، فتسلّم قيادة حكومة شكلية عصفت بها الفتن ، ومزّقت جيشها الحروب والأحزاب ، ولمْ تَعُدْ هناك أيّة قاعدة شعبية تستند إليها الدولة ، فقد كان الاتّجاه العام الذي يمثّله الوجوه والأشراف مع معاوية ، فقد كانوا على اتصال وثيق به قبل مقتل الإمام (عليه السّلام) وبعده ، كما كان لهم الدور الكبير في إفساد جيش الإمام (عليه السّلام) حينما مُنِيَ جيش معاوية بالهزيمة والفِرار. وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الإمام الحسن (عليه السّلام)

نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 3  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست