نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 76
بك ، وأتبعك؟!! »
فقال رسول الله (ص)
:
« أجل. أباهلكم
بهؤلاء خير أهل الأرض وأفضل الخلق. »
فذهلوا ، وذابت
قلوبهم من الخوف والرعب ، ورجعوا قافلين الى الاسقف زعيمهم يستشيرونه في الأمر
قائلين :
« يا أبا حارثة.
ما ذا ترى في الأمر؟ »
فأجابهم الاسقف ،
وقد غمرته هيبة آل الرسول (ص) قائلا :
« أرى وجوها لو
سأل الله بها أحد أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله »
ولا يكتفي بذلك بل
يدعم قوله : بالبرهان واليمين التي تؤيد مقالته :
« أفلا تنظرون
محمدا رافعا يديه ، ينظر ما تجيئان به ، وحق المسيح ـ إن نطق فوه بكلمة ـ لا نرجع
إلى أهل ، ولا إلى مال!! »
وجعل يصيح بهم :
« ألا ترون إلى
الشمس ، قد تغير لونها ، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة [١] ، والريح تهب هائجة
سوداء ، حمراء ، وهذه الجبال يتصاعد فيها الدخان ، لقد أطل علينا العذاب ، أنظروا
إلى الطير وهي تقيء حواصلها وإلى الشجر كيف تتساقط أوراقها ، وإلى هذه الأرض كيف
ترجف تحت أقدامنا.!!! »
الله أكبر .. لقد
غمرت المسيحيين عظمة تلك الوجوه المقدسة ، وآمنوا بما لها من الكرامة والشأن عند
الله ، ووقفوا خاضعين أمام النبي (ص) ونفذوا طلباته ، وقال (ص) :
« والذي نفسي بيده
إن العذاب تدلى على أهل نجران ، ولو لا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولأضطرم عليهم
الوادي نارا ، ولأستأصل الله