نعم هما كلب وحمار
وقد احسن كل منهما فى وصف صاحبه ، وانطلق أبو موسى الى مكة يصحب معه الخزي والعار
بعد ما أحدث هذه الفتنة العمياء والفتق الذي لا يرتق وترك إمام الحق يئن من جراء
حكمه المهزول ، وقد سجل للعراقيين بتحكيمه عارا وخزيا لا ينساه التأريخ ، وقد اكثر
الشعراء فى الهجاء المقذع لهم فمن ذلك ما قاله أيمن بن خريم الأسدي [٢] :
لو كان للقوم
رأي يعصمون به
من الضلال رموكم
بابن عباس
لله در أبيه
أيما رجل
ما مثله لفصال
الخطب فى الناس
لكن رموكم بشيخ
من ذوي يمن
لم يدر ما ضرب
اخماس لأسداس
إن يخل عمرو به
يقذفه في لجج
يهوى به النجم
تيسا بين أتياس
ابلغ لديك عليا
غير عاتبه
قول امرئ لا يرى
بالحق من باس
ما الأشعري
بمامون ، أبا حسن
فاعلم هديت وليس
العجز كالراس
فاصدم بصاحبك
الادنى زعيمهم
إن ابن عمك عباس
هو الآسى
لقد سجل العراقيون
فى تأريخهم صفحات من الخزي بانتخابهم لأبي موسى الخامل الرأي ، الضعيف العقل الذي
لم يمتع به النظر ، ولا باصالة في التفكير ، فكيف ينتخبونه ليقرر مصيرهم ومصير
الاجيال اللاحقة؟