متى علم الله سبحانه [٣] أن لنا في بعض الأفعال مصالح وألطافا أو فيها ما هو مفسدة في الدين والعقل لا يدل عليها وجب [٤] بعثة الرسول [٥] لتعريفه ، ولا سبيل الى تصديقه الا [٦] بالمعجز.
وصفة المعجز : أن يكون خارقا للعادة ، ومطابقا لدعوى الرسول ومتعلقا بها ، وأن يكون متعذرا في جنسه [٧] أو صفته المخصوصة [٨] على الخلق ، ويكون من فعله تعالى أو جاريا مجرى فعله تعالى ، وإذا وقع موقع التصديق فلا بد من دلالته [٩] على المصدّق [١٠] وإلا كان قبيحا.
وقد دلّ الله تعالى [١١] على صدق رسوله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرآن ، لأن ظهوره من جهته [١٢] معلوم ضرورة ، وتحديه العرب والعجم [١٣] معلوم أيضا ضرورة ، وارتفاع معارضته أيضا بقريب [١٤] من الضرورة ، فإن ذلك التعذر معلوم بأدنى نظر ، لأنه لو لا التعذر لعورض ، ولو لا أن التعذر خرق العادة توقف [١٥] على انه لا دلالة في تعذر معارضته. فإما أن يكون
[١] فصل [٢] فيما [٣] ساقط من المخطوط [٤] وجبت [٥] الرسل [٦] ساقط من المخطوط [٧] حسبه [٨] المخصوص [٩] دلالة [١٠] الصدق [١١] ساقط من المخطوط [١٢] جهته صلىاللهعليهوآله[١٣] في قوله تعالى « قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً » ( الاسراء ـ ٨٨ ). [١٤] معلوم أيضا بغريب (١٥) لوقف