وكقول القائل لغيره قد أرسلت كلبك على الناس إذا لم يطرده عن بابه وقوله تعالى من بعد ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يدل على أنه لا بد مع التوحيد من الاستقامة في الأفعال والأحوال حتى يصير المرء من أهل الثواب وقوله تعالى من بعد ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) يدل على أن من أعظم الأعمال الدعاء ويدل على أنه إذا لم يقترن به العمل الصالح لم ينتفع به. فان قيل فقد قال ( وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وانتم تمنعون ذلك؟ وجوابنا أن المراد من المنقادين للحق وذلك أوجب عندنا وقوله من بعد ( وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا ) يدل على أنه تعالى فعله فجعله عربيا وكان يجوز أن تجعله أعجميا.