responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 320

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ ) كيف يصح أن يسمى ما يفعله بهم تعالى سوءا وذلك لا يكون إلا قبيحا؟ وجوابنا أنه أجرى هذا اللفظ على ما هو جزاء عليه كقوله ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) وذكره كثير في اللغة والا فما يفعله تعالى لا يكون الا عدلا وحكمة وذلك لا يوصف بهذا الوصف ولذلك لا يحسن وصف الله تعالى بأنه مسيء.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) ثمّ قال ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا ) فبين أنهم عند قيام الساعة يتفرقون الى هذين القسمين كافر ومؤمن فقولك أن الفاسق له منزلة بينهما يبطل. وجوابنا أنه تعالى قال يتفرقون ثمّ ابتدأ بقوله تعالى فأما الذين آمنوا وأما الذين كفروا فذكرهما ولم ينف ثالثا لهما وقد ثبت حكم ذلك الثالث بسائر الآيات.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ ) أليس يدل ذلك على ان كلامهم من خلق الله تعالى؟ وجوابنا أن اختلاف خلقة الالسنة من قبله تعالى ولأجل هذا الاختلاف يدرك كلامهم مختلفا فمن كان في لسانه رقة لا يكون كلامه بمنزلة كلام من في لسانه غلظ وكذلك اختلاف منافذ الرياح والنفس فبيّن تعالى ان في ذلك آية وعبرة وهذا الجواب اولى من قول من يقول ان المراد به اختلاف اللغات وانها من باب التوقيف وتضاف الى الله تعالى لأن الوجه الذي به يقع الاعتبار في اختلاف الألسنة هو في كيفية ادراكنا لان الكلام في اللغات هل هي توقيف او اصطلاح فيه الخلاف الكثير ومعنى قوله تعالى من بعد ( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) أنهما تقومان بفعله وارادته وذكر الامر على وجه التفخيم لشأنه كأن هناك أمرا هو قول وهذا

نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست