responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 308

يجوز ان يعرفها ذلك على لسان نبي الزمان فلا يلزم ما قلتم ويحتمل انه ألهمها ذلك فقوى في ظنها كل ذلك الى حصول العلم لها به وقد قيل أراها تعالى ذلك في المنام بعلامات مخصوصة فعلمت بها والأقرب ما قدمناه من أن رسولا كان في الزمان فعرّفها أو نزل جبريل فعرفها على ان ذلك من معجزات ذلك الرسول.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) وكيف يصح ذلك مع قول امرأة فرعون ( قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً )؟ وجوابنا ان المراد بقوله تعالى ( لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) العاقبة والمراد بقوله تعالى قرة عين ما دعاهم الى التقاطه وذلك لا تنافي فيه وقد ثبت أنّ هذه اللفظة قد يراد بها المآل وما يقصد إليه كقول القائل في المرضعة والوالدة أنها تربّي ولدها لكي تنتفع به ويبقى لها وقد يقال مرضعة للموت إذا كان هذا هو العاقبة وعلى هذا الوجه قال الشاعر :

وأم سماك فلا تجزعي

فللموت ما علت الوالدة

فاما قوله تعالى من بعد ( وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها ) فالمراد فراغ قلبها من سائر أمور الدنيا سوى أمر ولدها فلذلك قال تعالى ( لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) أي تصدق بما أوحينا اليها وقوله تعالى ( وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ ) المراد به الصرف والمنع لا التحريم في الحقيقة وذلك كقوله تعالى في أهل النار ( إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ ) فليس لأحد ان يطعن بذلك وكقوله ( وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) وقوله تعالى ( وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ) يدل على أن ذلك الوحي كان مقطوعا به على ما ذكرناه.

[ مسألة ] ومتى قيل في قوله تعالى ( هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ

نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست