responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 260

بَيْنَهُما ) لا يحسن أنه خلق ذلك على وجه الحكمة وعرض للثواب العظيم وخلق ما يكون لعبا وهو معنى قوله تعالى ( ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ ) ومعنى قوله ( لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً ) ثمّ حقق ذلك بقوله تعالى ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) وقال لمن خالف الحق ( وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) ثمّ بين تعالى حال عبادة الملائكة له وخضوعهم وأنهم لا يستكبرون عن عبادته وكل ذلك ترغيب لنا في الطاعة ثمّ قبح تعالى فعلهم فقال ( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ ) تبكيتا لهم ثمّ بين فساد ذلك بقوله تعالى ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا ) فبين أنه لو كان يدبرهما آلهة لفسد ما هما عليه بأن يريد أحدهما أن يكون ليلا والآخر نهارا أو يريد أحدهما أن يكون حرّ والآخر برد فكان التدبير فيهما يفسد وهذا هو دليل علماء التوحيد في أنه لا ثاني لله تعالى قد نبّه سبحانه عليه بهذه الكلمات اليسيرة ونزّه نفسه عن هذا القول بقوله ( فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ثمّ بيّن تعالى حكمته في فعله لقوله ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) لأن من كل أفعاله حكمة لا يسأل عن فعل وإنما يسأل من في فعله سفه كما أن من في فعله قبح وذلك يبطل قول هؤلاء المجبرة لأنه لو كان كل ظلم وقبح من فعله كان يجب أن يسأل عما يفعل تعالى الله ، وبين بقوله ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ) أنّ من لا حجة معه فيما يأتيه فهو جاهل وفي ذلك دلالة على فساد التقليد وأن كل قول لا برهان معه لا يصح ثمّ قال ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ) فنبه بذلك على ان المحق هو الاقل ثمّ نبه على بطلان قول النصارى فقال ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) فبيّن ان منزلة عيسى وسائر الانبياء أنهم مكرمون ومعظمون

نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست