responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 87

أنّه بيان عدم ثبات الدنيا ونعيمها ، وأنّها سيبطل ويزول ، كما في قوله : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) [١]. فهو أجنبيّ عن مسألة التوحيد.

وثانيا : كون ما خلا الله باطلة الذوات لكونها حادثة قائمة بالغير لا يستلزم كون وجودها وجود الحقّ ، أي تطوّره بها ، بل لمكان استحالة ذلك عقلا لا يمكن أن يكون مورد تصديق النبيّ الأكرم 9.

ومنه : قول النبيّ 9 الذي رواه أمير المؤمنين 7 في دعاء الصباح : يا من دلّ على ذاته بذاته [٢]. بدعوى أنّ المخلوق دالّ على خالقه. فكونه دالاّ بذاته على ذاته ليس إلاّ من جهة أن وجود المخلوق هو وجود الخالق بعينه مقيدا.

وفيه : أن قوله : « وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته » قرينة على عدم إرادة هذا المعنى ، فالظاهر كونه إشارة إلى معرفة حقيقية من غير طريق الآيات ، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ومنه : قوله صلوات الله عليه : مع كلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كلّ شيء لا بمزايلة [٣].

بدعوى أنّ نفي المقارنة والمزايلة مع إثبات المعية والغيرية ليس إلاّ من جهة أنّ غيره لا وجود له إلاّ بالاعتبار.

وفيه : أنّ لفظ المعيّة والغيريّة ظاهر في الغيريّة الحقيقيّة ، فمعنى نفي المقارنة نفي كونهما في رتبة واحدة ، ومعنى نفي المزايلة نفي البينونة العزليّة.

وعمدة ما استدلّ به لذلك من طريق البرهان العقليّ بزعمهم أنّه لو لم نقل بذلك ـ أي أنّ ذات الحق وحقيقة الوجود سار إلى مرتبة وجود الأشياء ـ بل كان لها وجود أيضا ، لزم نقص ذاته تعالى وتحديده بعدم وجود الأشياء ، فكماله واجديّة ذاته لجميع مراتب ثبوت الأشياء ووجودها. فلذا قالوا بأنّ الكثرة منطوية في ذلك الموجود الواحد بالوحدة الشخصية ، وهذا الموجود الواحد سار في جميع الأشياء ، بمعنى كونه عين الكثير من غير


[١] القصص ٨٨.

[٢] البحار ٩٤ : ٢٤٣ ، عن اختيار السيّد ابن باقي.

[٣] نهج البلاغة ، الخطبة : ١.

نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست