وخلاف ما يتصوّر في الأوهام ، إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود [١].
وفي توحيد المفضّل عن الصادق 7 : إنّ العقل يعرف الخالق من جهة توجب عليه الإقرار ، ولا يعرفه بما يوجب له الإحاطة بصفته. فإن قالوا : فكيف يكلّف العبد الضعيف معرفته بالعقل اللطيف ولا يحيط به؟ قيل لهم : إنّما كلّف العباد من ذلك ما في طاقتهم أن يبلغوه ، وهو أن يوقنوا به ، ويقفوا عند أمره ونهيه ، ولم يكلّفوا الإحاطة بصفته [٢].
وعن أمير المؤمنين في خطبة خطبها بعد موت النبيّ 9 : الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال إلاّ وجوده ... [٣].
وعن الحسين بن سعيد : سئل أبو جعفر الثاني : يجوز أن يقال لله أنّه شيء؟ قال : نعم يخرجه من الحدّين : حدّ التعطيل وحدّ التشبيه [٤].
وفي التوحيد في ما عرض عبد العظيم الحسنيّ من دينه على عليّ بن محمد الهادي 7 : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء خارج عن الحدّين : حدّ الإبطال وحدّ التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ، ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسّم الأجسام ، ومصوّر الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، وربّ كلّ شيء ومالكه ، وجاعله ، ومحدثه [٥].
وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : بها تجلّى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون. ولا يجري عليه السكون والحركة ، وكيف يجري عليه ما هو أجراه ، ويعود فيه ما هو أبداه ، ويحدث فيه ما هو أحدثه ، إذن لتفاوتت ذاته ، ولتجزّأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه. ولكان له وراء إذ وجد له أمام ، ولا لتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذن لقامت آية