ويذكّروهم منسيّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ ، وليثيروا لهم دفائن العقول [١].
تنبيه في علامات العقل
في الروايات المباركة تعريفات مختلفة أخرى للعقل ، فبعد ملاحظة مجموعها يعرف أنّ جميعها إشارة إلى هذا النور الظاهر بذاته وبآياته لكلّ عاقل ، إلاّ أنّه لمكان امتناع درك حقيقته أشاروا صلوات الله عليهم في بعض الروايات إليه بذكر أحكامه وما يظهر به ، وفي بعضها بذكر أوصاف واجده ، وفي بعضها بذكر أوصاف فاقده ، وفي آخر بذكر ما يترتّب على اتّباعه ، وفي آخر أشاروا إلى حقيقته من بعض الجهات ، وفي بعض إلى جهات أخرى ، وهكذا.
ففي الكافي عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال الراوي : قلت له : ما العقل؟ قال : ما عبد به الرحمن ، واكتسب به الجنان ، قال : قلت : فالذي كان في معاوية؟ فقال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل [٢].
وعن رسول الله 9 : قسّم العقل على ثلاثة أجزاء ، فمن كانت فيه كمل عقله ، ومن لم تكن فيه فلا عقل له : حسن المعرفة بالله عزّ وجلّ ، وحسن الطاعة له ، وحسن الصبر على أمره [٣].
وروي أنّ النبيّ 9 قيل له : ما العقل؟ فقال : العقل العمل بطاعة الله ، وإنّ العمّال بطاعة الله هم العقلاء [٤].
وروي أنه سئل الحسن بن علي صلوات الله عليهما عن العقل فقال : التجرّع للغصّة ومداهنة الأعداء [٥].
وعن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : يعتبر عقل الرجل في ثلاث : في طول