أمنت منه. ثمّ يفتح باب إلى الجنة ، فيقول : هذا منزلك من الجنّة ، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة. فيقول : لا حاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيضّ لونه ، ويرشح جبينه ، وتقلّص شفتاه ، وتنتشر منخراه ، وتدمع عينه اليسرى ، فأيّ هذه العلامات رأيت فاكتف بها. فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد ، فتختار الآخرة ، فتغسله فيمن يغسله ، وتقلبه فيمن يقلبه. فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما ، وتلقّاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ويبشّرونه بما أعدّ الله له جلّ ثناؤه من النعيم. فإذا وضع في قبره ردّ إليه الروح إلى وركيه ، ثمّ يسأل عمّا يعلم ، فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله 9 ، فيدخل عليه من نورها ( وضوئها ) وبردها وطيب ريحها ... [١].
وعن الكافي بإسناده عن حبّة العرنيّ ، قال : خرجت مع أمير المؤمنين 7 إلى الظهر ، فوقف بوادي السلام كأنّه مخاطب لأقوام ، إلى أن قال : ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبّة ، إن هو إلاّ محادثة مؤمن أو مؤانسته. قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، وإنّهم لكذلك؟ قال : نعم ، ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين [٢] يتحادثون. فقلت : أجسام أم أرواح؟ فقال : أرواح ... الخبر [٣].
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله 7 ، قال : إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة تعارف وتساءل ... الخبر [٤].
وعن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله 7 قال في رواية : فإذا قبضه الله عزّ وجلّ صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا [٥].
وعن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله 7 قال : قلت له : جعلت فداك ، يروون أنّ