responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 215

تَسْبِيحَهُمْ ) [١] ، ولا موجب لحمله على خصوص التسبيح التكويني.

ويظهر من رواية ابن سنان المتقدمة عرض التكليف في الجملة على الماء قبل تعيين أجزائه بصورة المخلوقات ، فراجع.

التنبيه الثالث : انشعاب تلك المادّة إلى : علّيين وسجّين

يظهر من جملة من الروايات المباركة أنّ الله تعالى جعل المادّة التي خلق جميع الأشياء منها على قسمين ، أحدهما : العذب الفرات ، والثاني الملح الأجاج ، وخلق الطينة الطيّبة من الأوّل ، والطينة المنتنة من الثاني ، وسمّى الأوّل علّيّين الذي خلق منه بعد ذلك أرواح المؤمنين وأبدانهم وما يناسبهم من الجنّة ونعيمها ، وسمّى القسم الثاني سجّين الذي خلق منه أرواح الكفار وأبدانهم وما يناسبهم من النار وما فيها.

ويظهر من بعضها أنّ الماء كلّه كان عذبا ، ثمّ عرضت الملوحة على بعض أجزائه. كما في رواية محمّد بن مسلم عن أبي جعفر 7 ، قال : كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه وكان عرشه على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء لا يجري ، ولم يكن غير الماء خلق ، والماء يومئذ عذب فرات ... الخبر [٢].

ولعلّ منشأ التقسيم المذكور مسبوقيّته بعرض ربوبيّته تعالى شأنه على الماء بما له من الأجزاء قبل تمييزها وتجزئتها حسّا ، وإجابة بعضها واستنكاف بعض آخر ، بعد إعطاء العلم والقدرة إيّاها.

ويمكن أن يكون المنشأ علمه سبحانه بما يصدر من كلّ جزء من الطاعة والعصيان ، بعد التمييز والتشخيص ووجدان شرائط التكليف ، كما هو ظاهر رواية الصدوق في العلل بسنده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله 7 ـ في مقام الردّ على قول العمريّ القائل بعدم النفع لاستلام الحجر وبطلان حجّ من فعله ـ : إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق السماوات والأرض خلق بحرين : بحرا عذبا وبحرا أجاجا ... فقال أهل اليسار : لم خلقت لنا النار ولم تبيّن لنا ولم تبعث إلينا رسولا؟ فقال الله عزّ وجلّ لهم : ذلك لعلمي بما


[١] الإسراء ٤٤.

[٢] البحار ٥٧ : ٨٦ ، عن تفسير العيّاشيّ.

نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست