ما شاء الله وأراد ، وقدّر ، وقضى ، ثم قال : أتدري ما المشيئة؟ فقال : لا ، فقال : همّه بالشيء ، أو تدري ما أراد؟ قال : لا ، قال : إتمامه على المشيئة ، فقال : أو تدري ما قدّر؟ قال : لا ، قال : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء. ثم قال : إنّ الله إذا شاء شيئا أراده ، وإذا أراده قدّره ، وإذا قدّره قضاه ، وإذا قضاه أمضاه ... إلى آخر الخبر [١].
وعن تفسير علي بن إبراهيم ، بسنده عن يونس ، عن الرضا صلوات الله عليه ما يقرب منه ، وفيه : إنّ المشيئة الذكر الأوّل ، والإرادة العزيمة على ما شاء ، والتقدير وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء ، والقضاء إقامة العين [٢].
وعن الدرّة الباهرة : قال الرضا صلوات الله عليه : المشيئة الاهتمام بالشيء ، والإرادة إتمام ذلك الشيء [٣].
وفي المحاسن بسنده عن هشام بن سالم ، قال : قال أبو عبد الله 7 : إن الله إذا أراد شيئا قدّره ، فإذا قدّره قضاه ، فإذا قضاه أمضاه [٤].
وفيه أيضا مسندا عن حريز بن عبد الله ، وعبد الله بن مسكان ، قالا : قال أبو جعفر 7 : لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلاّ بهذه الخصال السبع : بمشيئة ، وإرادة ، وقدر ، وقضاء ، وإذن ، وكتاب ، وأجل ، فمن زعم أنّه يقدر على نقص واحدة منهن فقد كفر [٥].
تنبيه
إنّ تعلق مشيئة الله تعالى وإرادته وتقديره وقضائه بعملنا ليس بتعلقها بذات العمل الصادر منّا بقدرتنا ، لأنّه بعد فرض كون العمل بمشيئة العبد الصادرة عن قدرته التي أعطاها الله إيّاه تكون هي العلة المستقلة له ، فيلزم من تعلق مشيئة الله أيضا به توارد