ومنها : الروايات المستفيضة الكثيرة القريبة من التواتر. وهي مذكورة في كتب الأخبار.
وما يورد عليها من معارضتها بما دلّ على الطهارة من مستفيضة اخرى فليحمل على الكراهة واضح الفساد ؛ إذ مع بعد الحمل المذكور لا داعي إليه مع موافقة تلك الروايات لمذاهب العامة ، بل وما أطبق عليه أئمّتهم ، مضافا إلى مخالفتها لظاهر الكتاب واطراحها بين الأصحاب.
حجة الجواز بعد الأصل قوله تعالى : ( وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ )[٨] الشامل لما باشروه بالرطوبة كما هو الغالب في المطعومات القريبة من الفعل ، بل هو الذي ينبغي أن يراد من الآية ؛ إذ حلّية غير ما باشروه بالرطوبة مما لا كلام فيه ، ويتساوى فيه أهل الكتاب وسائر الكفار وظواهر كثير من الأخبار.
ويرد على الجميع أنه لا يعوّل على الأصل بعد [٩] قيام الدليل ، والمراد بالطعام في الآية الشريفة هو الحبوب أو ما أشبهها [ على حدّ ] [١٠] تعبيره بذلك في روايات أهل البيت عليهمالسلام.
وعن جماعة من أهل اللغة تخصيصه بالحنطة ونحوها من الحبوب.
وحكى في المجمل [١١] عن بعض أهل اللغة [١٢] أن الطعام البر خاصة ، وهو من الإطلاقات الشائعة له في العرف. ومع تسليم إطلاق الآية الشريفة فلا مزيد [١٣] على الإطلاق ، فيقيّد بما
[٨] المائدة : ٥. [٩] في ( ألف ) : « بعدم ». [١٠] الزيادة منّا لإصلاح العبارة. [١١] نقل عنه العلامة في منتهى المطلب ١ / ١٦٨.[١٢] كتاب العين ٢ / ٢٥. [١٣] في ( د ) : « يزيد ».