واستدرك عليه والدي العلامة أعلى الله مقامه بقوله : بل قبلها ببضع عشر سنين كما أرخه المؤرخ المجيد في قوله :
قيل شرب الدخان أمر بديع
هل له في كتابكم ايماء
قلت ما غادر الكتاب بشىء
ثم أرخت « يوم تأتي السماء »
(٩٩٩)
[ سنة تسع وتسعين وتسعمائة ] والحق أن ظهوره قبله بكثير ، وهو زمان اكنشاف أميركا القارة الجديدة [١]. انتهى.
[ طريفهً ]
سمعت الوالد العلامة أعلى الله في غرف الجنان مقامه : ان رجلا من دواب الأذناب سمى الوحيد كان من الملحدين وصاحب الأموال والبنين والاصحاب و...وصاحب العداوة الشديدة للقرآن المبين والاسلام والمسلمين ، كان في مجلس حافل بالعلماء العاملين والفقهاء الراشدين سألهم قائلا ـ وكان باظهار كفره مائلا ـ انكم تعلمون انكاري للأديان وانبعاث الابدان والخلود في الجنان ولتعذيب النيران وعداوتي على الخصوص ( لعنه الله ) للقرآن وانتم تقولون لا رطب ولا يابس الاوهو موجود في الفرقان ، فهلا ذكرني الله في كتابه واوعدني بأليم عذابه. فانبرى واحد من الجمع قائلا : نعم ذكرك الله تعالى شأنه في قرآنه المجيد وسماك باسمك ـ يعنى الوحيد ـ ثم تلا الايات الشريفة من سورة المدثر : « ذرني ومن خلقت وحيداً * وجعلت له مالا ممدوداً * وبنين شهوداً * ومهدت له تمهيداً » [٢].
فكلما تلا آية ارتعدت فرائص الشقي الى أن صار كالمغشي عليه ثم ادركته السكتة ومات بغتة الى لعنة الله تعالى وعذابه واليم نيرانه. نعم هذا عاقبة الاستهزاء
[١] حاشية الروضات / ٢٠ طبع البلاغى. [٢] سورة المدثر : ١١ وما بعدها من الايات.