نعم ، هو أبو الحسن ، القليل الوسن ، الذي لم يسجد للوثن ، هو عصرة المنجود [١] ، هو من الذين أحيوا اموات الآمال بحياء الجود [٢] هو من الذين : « سيما هم في وجوههم من أثر السجود » [٣] هو محارب الكفرة والفجرة بالتنزيل والتأويل ، هو الذي ذكره في التوراة والانجيل ، هو الذي كان للمؤمنين ولياً حفياً وللرسول في نسائه وصيا ، وآمن به صبيا ، هو الذي كان لجنود الحق سنداً ولانصار الدين يداً وعضداً ومدداً ولضعفاء المسلمين مجيراً ، ولأقوياء الكافرين مبيراً ولكؤس العطاء على الفقراء مديراً ، الذي نزل فيه وفي أهل بيته : « الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ». ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما واسيراً [٤] هو علي العلي ، الوصي الولي ، الهاشمي المكي المدني ، الابطحي الطالبي الرضي المرضي المنافي العصامي [٥] ، الاجودي ، القوي الجري اللوذعي [٦] ، الاريحي [٧] المولوي الصفي الوفي الذي بصره الله بحقايق اليقين ، ورتق به فتوق الدين ، الذي صدق رسول الله 9 وصدق ، وبخاتمه في ركوعه تصدق الذي اعتصب بالسماحة وبالحماسة تطوق ، ودقق في علومه وحقق ، وذكرنا بقتل الوليد بدرا وبقتل عمرو الخندق ، ومزق من ابناء الحروب ما مزق ، وغرق في لجة سيفه من أسود المعارك من غرق ، وحرق بشهاب صارمه من شياطين الهياج من حرق ، حتى استوثق الإسلام واتسق ، هو اطول بني هاشم باعا ، وامضاهم زماعا ، وارحبهم ذراعا ، واغزرهم سماعاً واكثرهم اشياعا ، واخلصهم اتباعا ،
[١] العصرة : الملجأ ، والمنجود : المغموم ـ المنجد. [٢] الحياء : المطر. [٣] الفتح : ٢٩. [٤] الاحزاب : ٣٣ والدهر : ٨. [٥] العصامي : من شرف بنفسه لا بآبائه ومن المثل كن عصاميا ، لا عظاميا اي اشرف بنفسك كعصام آبائك الذين صاروا عظاما. [٦] اللوذعي الذكي. [٧] الاريحي : الواسع الخلق ، النشيط إلى المعروف المنجد.