إلى الاقادة منهم في حكم الله تعالى ما اخذتني في [ أهل ] مصر لابن « أروى » [١] هوادة.
فلما وصل كتابه إلى معاوية وأتاه أبو مسلم بالحجج ، قال معاوية : لست انكر كل ما قال في فضائل نفسه وأهل بيته غير انه لا يقنعني إلا أن يدفع الي قتلة عثمان ، فخرج أبو مسلم في جماعة كثيرة حتى لحق بعلي رضي الله عنه.
وقال علي 7 : إني لا اتعجب من معاوية وبغضه وحسده ولكن أتعجب من النعمان بن بشير وعبد الله بن عامر بن كريز وقد رأوا منزلتي عند رسول الله 9 وجعل يقول :
أسأت إذ أحسنت ظنى بكم
والحزم سوء الظن بالناس
من أحسن الظن باعدائـه
تجرع الهم بانفاس
وكتب معاوية إلى علي 7 مع رجل من السكاسك يقال له عبد الله بن عقبة وكان من ناقلة العراق [٢] فكتب :
أما بعد ، فاني أظنك ان لو علمت ان الحرب تبلغ بك ما بلغت وعلمنا لم نجبها بعضنا على بعض وإن كنا قد غلبنا على عقولنا ، فقد بقي منها ما تندم على ما مضى ونصلح به ما بقى وقد كنت سألتك الشام ، على أن لا تلزمني [٣] لك طاعة ولا بيعة فأبيت ذلك علي [٤] فأعطاني الله ما منعت وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس فإنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجو ولا أخاف من القتل إلا ما تخاف ، وقد والله رقت الاجناد وذهبت الرجال ونحن بنو
[١] ابن اروى : اسم آخر لعثمان ، كان ينادى به ، وإروى ، هي امه وهي بنت كريز بن عبدالشمس ـ راجع اسد الغابة ٥ / ٣٩١. [٢] وفي [ و ] وكتب معاوية الباغي الطاغي إلى أمير المؤمنين 7. [٣] في الأصلين : « على ان تلومني » بدل « تلزمني » وهو تصحيف. [٤] في [ و ] : وقد كنت سألتك الشام على ان يكون مني لك طاعة ولا بيعة ...