وهو سوق الكرابيس فقال يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم ، فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً ، ثم اتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً فأتى غلاماً حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، ولبسه ما بين الرسغين [١] إلى الكعبين ، فقال حين لبسه : الحمدلله الذي رزقني من الرياش ما اتجمل به في الناس ، واواري به عورتي ، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته عن رسول الله 9؟ قال : بل شيء سمعته من رسول الله 9 يقوله عند الكسوة ، فجاء ابو الغلام صاحب الثوب فقيل : يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم ، قال أفلا اخذت منه درهمين؟ فاخذ ابوه درهما وجاء به إلى أمير المؤمنين 7 وهو جالس على باب الرحبة ومعه المسلمون ، فقال : امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال : ما شأن هذا الدرهم؟ قال كان ثمن القميص درهمين قال باعني برضاي واخذه برضاه [٢].
١٣٧ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن غانم الطويل ، حدثنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : ما رأيت ازهد في الدنيا من علي بن أبي طالب 7[٣].
[١] الرسغ من الانسان : مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم ـ مجمع البحرين. [٢] رواه ابو اسحاق الثقفي في الغارات ١ / ١٠٤ باختصار ـ وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٢٨ وفي المسند ١ / ١٥٧ قطعة من الحديث ـ واورده المتقى الهندي في كنز العمال ١٣ / ١٨٣. [٣] مقتل ابن أبي الدنيا ح ٩٩.