responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 56

الوضوح يخيم على القسم الأکبر من فروعها وجزئياتها ، إذ لا طريق للعقل في إدراک الجزئيات ، ولم يبقَ لنا إلى إدراک هذا الأمر إلا الشرع المنقول ، عن طريق التعبد بما جاء به من بيان لتلک الجزئيات ، ولکن مادام البحث يدور مدار الأبحاث العقلية المطروحة احتجنا إلى مجموعة أصول موضوعية ، وليس من الصحيح أن نبينها هناک ، بل کان علينا أن نذکر بعض ما جاء فيها من بيان واستدلال ، وإليک هذه الأصول :

الأصل الأول : تجرد النفس الإنسانية

سبق وأن بيّنا في موضوع الآراء في حقيقة الإنسان من أن مجموعة من العلماء والمحدثين ذهبوا إلى القول بمادية النفس التي اعتبروها جوهر الإنسان حقيقته ، في قبال من قال بتجردها من الفلاسفة وبعض المحققين من المتکلمين ، ولکن الذي يوافق العقل والشرع المقدّس هو القول بتجردها ، وقد بيّن صدرالمتألهين أن للنفس مراتب في التجرد الخيالي ـ المثالي ـ ولها أيضاً مرتبة أخرى وهي مرتبة تجرد العقلي ، وفي الأولى يکون تجردها ناقص ، وفي الثانية يکون تاماً ، وهناک مرتبة ثالثة يقال لها مرتبة التجرد الأتم ، يعبر عنها فوق التجرد ، ويقصد به أنه ليس لها حد تقف فيه ، ومقام تنتهي إليه ؛ باعتبار أنها طالبة للکمال الإلهي ، والکمال الإلهي لا نهاية له ، وهذا المعنى الأخير ذهب إليه العارف حسن حسن زاده آملي حيث قال فيه : ( وهذا المعنى الرفيع تجردها الأتم أي ما فوق تجردها العقلاني ، يستفاد من عدة مواضع في تضاعيف مجلّدات الأسفار ، ويا ليت صاحب الأسفار جعل لهذا المطلب الشريف فصلاً على حده ثم بسط الکلام حوله بقلمه الفياض ) [١] ، ثم أضاف قائلاً : ( ومما يرشدک إلى أن لها رتبة فوق التجرد العقلاني ، ائتلاف حديثين شريفين من رسول الله 9 ، إحداهما : « ما من مخلوق إلا وصورته تحت العرش » ، والأخر : « قلب المؤمن عرش الله الأعظم » ، [٢] ثم أنه نقل قول أمير


[١] قال الشيخ في عيون النفس ، ( و إن کان قد أحکمه في الفصل الثالث من الباب السابع من کتاب النفس من الأسفار ، ج ٤ ص ٨٣ ).

[٢] إسماعيل بن محمد ، العجلوني الجرامي ، کشف الخفاء ، ج ٢ ، ص ١٠٠.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست