responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 53

والوهمية التي لم يثبت ذلک عند الشيخ الرئيس ابن سينا ، کما أنه يختلف معه في بداية نشوء النفس ، إذ أن الشيخ يراه روحانياً ، وصدر الدين يراه جسمانياً ، کما سيأتي بيانه في محله ، ولکن المهم أن ملاصدرا لا يرى أن الفساد ممکن أن يطرأ على النفس أو على أي قوى من قواها المجردة ، فقال : ( فإذا انقطعت العلاقة بين النفس والبدن ، وزال هذا الشوب ، صارت المعقولات مشاهدة ، والشعور بها حضوراً ، والعالم عيناً ، والإدراک رؤية عقلية ، فکان الالتذاذ بحياتنا العقلية أتم أفضل من کل خير وسعادة ). [١]

وعليه فإن الفلاسفة لا يذهبون إلى مادية النفس وانعدامها ، کما کان عليه بعض المتکلمين وعلماء التجربة والأطباء وبعض المحدثين کما مرّ بيانه قبل ذلک.

٤. اختلاف خصائص عالم الدنيا عن عالم الآخرة

من الطبيعي أن يکون هناک اختلاف جذري بين عالم الدنيا وعالم الآخرة في الوقت الذي يکون فيه عالم الدنيا مزرعة ومقدمة لعالم الآخرة ، ونحن ومن خلال هذه المسألة نريد أن نسلط الضوء على أبرز موارد الاختلاف بينهما ، حتى تتضح لنا بعد ذلک الصورة التي تحکى لنا کيفية عود الإنسان في النشأة الأخرى ، ويمکننا من خلال تلاوة آيات الذکر الحکيم أن ندرک مدى هذا التفاوت الحاصل بينهما ، فقد جاء في قوله تعالى : ( إِنَّمَا هَٰذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) [٢] وقوله : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) ، [٣] وقوله : ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ ) ، [٤] وفي الحديث الشريف ورد قوله ( « الدُّنيَا مَزرَعَةُ الآخِرَةِ » [٥] ، وغيرها من الآيات الشريفة ، ويمکن أن نفهم من هذه النصوص الشريفة أن عالم الدنيا ممر وطريق لدار هي مقر ومستقر ، وطبيعي أن الممر يختلف


[١] لاحظ : صدر الدين الشيرازي ، الأسفار ، ج ٩ ، ص ١٢٥.

[٢] غافر ، ٣٩.

[٣] الرحمن ، ٢٦ ، ٢٧.

[٤] العنکبوت ، ٦٤.

[٥] ابن أبي جمهور الاحسائي ، عوالي اللئالي ، ج ١ ، ص ٢٩.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست