نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 43
تقيک يرى على فساد ، فعرفني سبيل الحياة ، أمامک شبع وسرور في يمينک نعم إلى الأبد » ، [١] وغيرها من الأسفار الأخرى. [٢]
ولکن قد ناقش الصدوقيون في دلالة هذه النصوص على البعث الأخروي ، ولم يقبلوا بتلک التأويلات والاستدلالات التي قام بها مخالفوهم في هذه المسألة.
ولو رجعنا إلى علماء اليهود ومفکريهم لوجدناهم يقرون بالبعث والقيامة ، کما جاء ذلک على لسان سعد الفيومي : ( إن إحياء الموتى الذي عرفنا ربنا أنه يکون في دار الآخرة للمجازاة ، فذلک مما أمتنا مجمعة عليه ... إلى أن قال : لأن المقصود من جميع المخلوقين هو الإنسان ، بسبب تشريفه بالطاعة وثمراتها الحياة في دار الجزاء ). [٣]
٦. المعاد في التصور المسيحي
المعاد في التصور المسيحي أظهر مما هو عليه في الديانة اليهودية التي مرّ الکلام عنها في البحث السابق ؛ لأنه وردت نصوص صريحة في الأناجيل الأربعة المعروفة وهي : إنجيل متى ، وإنجيل مرقس ، وإنجيل يوحنا ، وإنجيل برنابا ، ورسائل بولص إلى الکنائس المختلفة في ذلک الوقت ، وبالخصوص رسالة « کورنثوس الأولى » ، لا تقبل الشک والترديد في دلالتها على البعث والقيامة في اليوم الآخر ، ويعبر عن هذه الأناجيل بالعهد الجديد ، ولکن لا يعني أن ما جاء فيها يکون بدرجة ما جاء في القرآن الکريم ، من الوضوح وذکر جميع خصوصياتها وکيفيتها ، وإنما ما جاء فيها يتفق بعضه مع التصور الإسلامي عنها ، فإن دلَّ هذا على شيء فإنمّا يدل على عدم مد يد التغيير والتحريف بالدرجة التي حصلت للتوراة ، وإن لم تخلُ من وقوعه في بعضها ، خصوصا بما جاء في مسألة رفع عيسى 7.
[١]سفر اشعيا ، ١٤ : ١٢. [٢] لاحظ : الأسفار التالية ، حزقيال ب ٣٧ ، سفر التثنية ، ٩:١١ ، ٤:٤ ، ٦:٣٣ ، مزامير ، ٥:٨٤ ، سفر الخروج ١:١٥ ، سفر دانيال ٢:١٢ ، ١٣:١٢ ، سفر الإعداد ١٥:٣١. [٣] سعد الفيومي ، کتاب الأمانات والاعتقادات ، ص ٢١١.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 43