نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 37
تحشر فيه جميع الأجساد ، وفيه سيکون الحساب الأخير ، وسيکون أهل المعرفة أکثر الناس مسؤولية وسؤالاً ، فإن المعلم المسؤول ( يوم الحشر ) عن إهماله في إرشاد من قد أجرم ، ومن عن الصراط السويّ کان قد انحرف ، ولسوف يرى کل امرئ أعماله حسنة أم قبيحة ، ولسوف يتميز المجرم يوم الحشر ويبقى ظاهراً ظهور النعجة البيضاء وسط النعاج السود ، ويعتب المجرم حينذاک على خلانه الذين عملوا صالحاً في دنياهم ، وکان لهم من المعرفة نصيب ، ولم يهدوه بهدايتهم وتقويم خلقه ، ويقول لهم : لماذا نسيتموني : لماذا ترکتموني ولم تعلموني طريق الفضائل ؟ وعندئذ يترک خلانه الأخيار مکانهم في الجمع ، وقد علاهم الخجل ، وقد ختم الله على قلوبهم وألسنتهم لما فرطوا من حق إرشاد صاحبهم ). [١]
وبهذا القدر نکتفي من ذکر الشواهد على إثبات اعتقادهم في المعاد کما هو ظاهر في ديانتهم.
٥. المعاد في التصور اليهودي
يعتبر کتاب التوراة المصدر الأساسي للديانة اليهودية ، ويسمونه بأسفار موسى [٢] ويسمونه أيضاً بالعهد القديم ، الذي تمثل منه التوراة خمسة أسفار ، والذي يقسم إلى ثلاثة أقسام وهي : القسم التاريخي ، وقسم الشعر والأناشيد والحکمة ، وقسم تنبؤات الأنبياء ، ويحتوي على (٣٩) سفراً ، والسفر يتألف من إصحاحات ، وکل إصحاح يتألف من آيات ، فمثلاً سفر التثنية / الإصحاح الحادى عشر / الآية الثامنة ، تمييزاً لها عن العهد الجديد ، الذي يتألف من (٢٧) سفرا ، الذي يرتضيه المسيحيون.
ولا يشک أحد في أصلهما ؛ باعتبار أنهما مما أنزله الله تبارک وتعالى على موسى وعيسى ، لقوله تعالى : (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ)[٣] ولقوله تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالحَقِّ
[١] أبکار السقاف ، الدين في الهند والصين وإيران ، ص ٢٨٥.