نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 198
ثم الواحد الذي لا قسمة له کيف يعقل ؟ والحد من جهة ما هو حدّ واحد ، فکيف يعقل من جهة وحدته ؟ والفصول المجرّدة لا تنقسم بالفصول ، والأجناس المجرّدة التي ليس لها أجناس ، وصورة المعقولات التي لا قسمة لها إلى مبادئ حدود کيف تعقل ؟
وقد بان وأتضح أن المعقولات الحقيقية لا تحل جسماً من الأجسام ولا تقبلها صورة متقررة في مادة جسم ). [١]
وقد لخص الشيخ حسن زاده آملي في کتابه الحجج البالغة على تجرد النفس الناطقة ، البرهان الأول المنقول في الشفاء بعبارة مختصرة قال فيها : ( وعصارة البرهان : أن الصور المعقولة بسيطة مفارقة ، ووعاء المفارق مفارق ، وأخصر من هذه أن نقول : وعاء العلم مجرّد ، أو تقول : العلم بسيط فمدرکه بسيط ). [٢]
وکيفما کان فإن مسألة تجرّد النفس الناطقة مما نطق به الشرع والعقل ، فلا يحتاج إلى مزيد بحث ، ولکن الذي يهمنا هنا هو الإشارة إلى أن البراهين التي طرحها الشيخ الرئيس کان محورها التجرد العقلي للنفس الإنسانية دون المراتب الأخرى ، ونترک التفصيل إلى المطالب له ، فليراجع کتبه. [٣]
٧. موقف الشيخ من نظرية الشرع في المعاد الجسماني
مما تقدم تبيّن لنا أن الکيفية التي انتهى إليها الشيخ الرئيس في طبيعة المعاد يوم القيامة ، هي بنفس الکيفية التي جاء بها الشرع المقدس تصديقاً منه به ، معتمداً في ذلک على مقدمة يقينية ، وهي تصديق خبر الصادق المصدق المعصوم 7 ، وباعتبار أن مجال الوحي الإلهي غير محدود في المعرفة ومحدودية مجال العقل ، کما بينا
[١] الشيخ الرئيس ابن سينا ، المبدأ والمعاد ، ط ١ ، ص ١٠٠ ، ١٠١. [٢] حسن زاده آملي ، الحج البالغة على تجرد النفس الناطقة ، ص ٨٧. [٣] راجع : کتاب النجاة ، ط ٢ ، ص ١٧٤ ـ ١٧٧ ؛ الشيخ الرئيس ابن سينا ، کتاب النفس من الشفاء ، تحقيق آية الله حسن زاده آملي ، ص ٢٨٨ ـ ٢٩٤ ؛ مجموعة الرسائل الفلسفية ، ط مصر ، ص ٨٠ ـ ٨٤ ؛ رسالة فارسية في معرفة النفس ، تصحيح د. موسى عميد ، سنة ١٣٧١ ه. ش ، وغيرها.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 198