نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 122
وليس بجسم ، ولا منطبع في جسم ، ولا هو متصل بالبدن ، ولا هو منفصل عنه ، کما أنّ الله ليس خارج العالم ، ولا داخل العالم ) ، [١] قال : ( فإذا انقطعت العلاقة ، انعدمت النفس ، ثم لا يعود وجودها إلا بإعادة الله سبحانه وتعالى ، على سبيل البعث والنشور کما ورد به الشرع في المعاد ) ، [٢] ويستدل على قوله هذا بقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ). [٣]
ويظهر لنا جلياً مما تقدم من أدلة على إثبات جوهرية النفس واعتراضه على الفلاسفة بعجزهم عن تقديم وإقامة البرهان العقلي على بقاء النفس وعدم فنائها ، أن المقصود بهذه النفس التي تفسد بفساد البدن عند الموت وقطع العلاقة بينهما ، أنها غير النفس الجوهرية التي استدل عليها بالأدلة السبعة التي مرّ ذکرها قبل قليل ، وإنما يقصد بها النفس في مرتبة الحيوانية ، أو بعبارة أخرى النفس الحيوانية ، ولکن يبقى شيء جدير بالذکر ، وهو هل هذه المرتبة التي يعبر عنها بالنفس موجود مجرد أم جسماني ؟ ولا يمکن أن نقول مجرد ؛ إذ أنّه قدم أدلة على عدم فناء الجوهر المجرد بفناء البدن ، ولا يبقى إلا أن نقول إنها جسم أو جسماني ، يفنى بفناء البدن المرتبط به ، وقد ذکر شيئاً عنها عندما شرح الروح الحيواني ، ولکنه عند بيان حقيقة النفس التي جعلها مورد الخطاب الإلهي بيّن أنّ الحقيقة الإنسان نفسه وروحه ، وهي جوهر مجرد باقي من دون أنّ تفسد بفساد البدن ، وفي الظاهر أنّه يريد بها النفس المدرکة الناطقة ، وهي غير النفس الحيواني المنعدمة بالموت بحسب نظره هذا ، نعم قد نقل عنه صدرالمتألهين أنّه يقول بتجرد القوة الخيالية التي هي أحد قوى النفس الحيوانية ، وعندئذ فالمجرد لا يطرأ عليه العدم ، فيتنافي ما قاله هنا مع ما نقل عنه. [٤]
[١] أبو حامد الغزالي ، تهافت الفلاسفة ، ص ٢١. [٢] أبو حامد محمد الغزالي ، تهافت الفلاسفة ، ص ٢٧٦. [٣] القصص ، ٨٨. [٤] لاحظ : صدر الدين الشيرازي ، کتاب الأسفار ، ج ٨ ، ص ٣٢٠.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 122