responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 113

لخروج تلک الحقائق عن دائرة عمله وحکمه بحسب الواقع ، ولکن هذا لا يضر بحکم العقل ، ولا يقلل من شأنه وأهميته ، وعندئذ قال في هذا الصدد : ( ... العقل ليس مستقلاً بالإحاطة بجميع المطالب ، ولا کاشفاً عن جميع المعضلات ... فالعقل إذا أراد أن ينتقل إلى مسائل ما وراء الطبيعة ، فهو يقرب في عماء بغير هداية ، ويقيم بنيانه بدون أساس ، ولذلک يقول الإمام عن بحث الفلسفة في الإلهيات ، ففيها أکثر أغاليطهم فما قدروا على الوفاء بالبرهان على ما شرطوه في المنطق ... ). [١]

وعليه فالغزالي لم يکن محارباً وعدواً للأسلوب العقلي الذي کان يمثل المنهج الفلسفي في التحقيق آنذاک ، ولا متخذاً له في أبحاثه المعرفية بنحو الموجية الکلية ، بل بنحو الموجبة الجزئية ، فهو من جهة لم يجعله الوسيلة الوحيدة في کشف جميع حقائق الأمور ، وکذلک لم يرفضه کل الرفض کما يتصور من اعتراضاته على الفلاسفة وکشف إغاليطهم في بعض المسائل بحسب نظره.

الأسلوب الثاني : الأسلوب الجدلي

يعتمد المتکلمون هذا المنهج والأسلوب العلمي في أبحاثهم الکلامية ، ولکنه من وجهة نظر الغزالي لم يعد ذا قيمة معرفية ؛ لأنهم لم يستندوا فيه على مرجعية العقل ، باعتباره کمرجع وأصل ليعبروا من خلاله إلى المنقول کأصل الآخر ، وإنّما يسلمون بالشريعة أولاً ، ثم يحاولون تعقلها بأساليب غير کافية ، کما أنه لا يرى العکس صحيحاً ، بأن يجعل المنقول أصلاً والعقل متفرعاً عليه ، وقد وضح هذه الحقيقة بما جاء في کلامه : ( ... لا يصلح هذا العکس ، فليس لک أن تجعل المنقول أصلاً ، والعقل تابعاً ورديفاً ) ، [٢] وهذا الموقف من علم الکلام موقف جزم وحزم أيضاً.

ويعتبر الغزالي المتکلمين نقليين من حيث الأساس ؛ لأنّهم يتمسکون بالقرآن


[١] المصدر السابق.

[٢] أنور الزعبي ، مسألة المعرفة ومنهج البحث عند الغزالي ، ص ١٧٩.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست