responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 112

الأسلوب الأول : الأسلوب العقلي

قد يرى بعضهم [١] أن الغزالي بنقده للفلسفة والفلاسفة أنه عدو شديد للعقل ، وليس هو بصحيح کما يتصوره هذا البعض ؛ إذ أن الغزالي لم يستغنِ عن البرهان العقلي بشکل مطلق ، وإن انتهج المنهج الذوقي الصوفي في البحث عن الحقيقة ؛ لأنّه يعد العقل من أشرف الأشياء التي منحها الله تعالى إلى الإنسان حيث قال فيه : ( إنّ ما لا ينال سعادة الدنيا والآخرة إلا به ، فکيف لا يکون أشرف الأشياء ، وبالعقل صار الإنسان خليفة الله وبه تقرب إليه ، وبه تم دينه ... ) ، [٢] ثم قال : وناهيک به شرفاً ، أنه قد شبه الله سبحانه العقل بالنور فقال : ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) ، [٣] أي منورهما ، وأکثر ما يطلق النور في القرآن على العلم في مقابل الجهل ، مثل قوله : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، [٤] وإنما کل ذلک بالعقل. [٥]

في حين أن بعضهم يرى خلاف ما يراه السابقون ، بل يرونه لم يقف قط ضد العقل ، ولم يخفض من شأنه ، أو يقلل من أهميته ، ولکنه حدد نطاقه ، ومجال عمله ، وقد استدلوا على کلامهم بما جاء في کتابات الغزالي نفسه حيث قال : ( فأما العقل إذا تجرد من غشاوة الوهم والخيال لم يتصور أن يغلط ، بل رأي الأشياء على ما هي عليه ، وفي تجرده عسر عظيم ... ) ، [٦] وقد نسب خطأ بعض العقلاء أنّه راجع إلى : ( ... أن فيهم خيالات وأوهاماً واعتقادات يظنون أحکامها أحکام العقل ، فالغلط منسوب إليها ... ) ، [٧] ولکن لماذا لم يجعل العقل مطلقاً في أحکامه وفي کشف الحقائق ؟ وذلک


[١] البرون کارادفو ، الغزالي ، ترجمة عادل زعيتر ، ص ٢١ ؛ هنري کوربات ، في التاريخ الفلسفة الإسلامية ، ترجمة نصير مروه ؛ وحسن قبيس ، ومراجعة الإمام موسى الصدر والأمير عارف ثامر ، ص ٢٧٥.

[٢] أبو حامد الغزالي ، ميزان العمل ، ص ١١٩.

[٣] النور ، ٣٥.

[٤] البقرة ، ٢٥٧.

[٥] زکي محمود ، کتاب الإنسان في فلسفة الغزالي وتصوفه ، ص ٧٩.

[٦] المصدر السابق ، ص ٨٢.

[٧] المصدر السابق ، ص ٨٢.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست