responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 134

يتأتى في جملة من الأحوال ، وبمثل هذه الحالة يلجأ المترجم إلى اختيار اللفظ الملائم بعد تجربة صلاحيته للمعنى المراد ، وفي هذا الاختيار تتجلى الذائقة الفنية والمقدرة البلاغية للمترجم ، وتجاه هذا الملحظ تجب العناية بموقع اللفظة المختارة فنيا وبلاغيا لأن دلالة اللفظة على المعنى في نقلها إليه شرط أساسي ، والإيجاز الملائم لطبيعة النص دليل على أصالة الترجمة.

ب ـ التركيب الجملي

أصالة التركيب الجملي في التعبير القرآني ، من أولى دلائل الإعجاز البلاغي للقرآن ، فعند رعاية القرآن لسلامة اللفظ ، وعنايته بجودة المعنى ، تبدو دقائق التراكيب ، وملامح التناسق ، وتدافع الصور البيانية بما يمثل ظاهرة فنية تعنى بالعلاقات القائمة بين الألفاظ والمعاني لهذا يرى ابن الأثير ( ت : ٦٣٧ ه‌ ) أن التركيب الجملي هو الذي يميز خصيصة الألفاظ من حيث قيمتها وعلوها ، وهو الآمر الذي انفرد بأصول تركيبة القرآن الكريم فقال :

« ألا ترى أن ألفاظ القرآن الكريم من حيث انفرادها قد استعملها العرب ومن بعدهم ، ومع ذلك فإنه يفوق جميع كلامهم ويعلو عليه وليس ذلك إلا لفضيلة التركيب » [١].

وما سبق بيانه فيما يتعلق بمشكلات الألفاظ المنفردة عند الترجمة يصدق في كثير من تطبيقاته على الألفاظ المركبة حين تعود جملا ذات دلالة معينة ، وتعود القضية معقدة حين تفقد الترجمة أصالة المعنى المراد بحيثياته وجزئياته كافة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر نطرح النماذج القرآنية التالية :

١ ـ في قوله تعالى : ( هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ


[١] ابن الأثير ، المثل السائر : ١ / ٢١٣.

نام کتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست