responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 105

جسيمة لا يطيقها الكثير من الباحثين المسلمين ، إذ ليس أمرا يسيرا أن يتفرغ فرد أو جماعات لغتهم الأم غير العربية إلى ترجمة نص عربي فريد ، يكمن في تعبيره الحس الاستعماري إلى جنب البعد التشبيهي ، والتعبير المجازي بسوية الإرادة الحقيقية من القول ، هذا مضافا إلى تداخل الأشباه والنظائر والمترادفات في الألفاظ ، ووجود التضاد والاشتراك في المادة الواحدة. مما يعني تمرسا دقيقا في فنون القول ، وعناء شاقا في اضطلاع اللغة والبيان ودلالة الألفاظ.

وقد كانت هذه الجهود المتقدمة مجتمعة سبيلا إلى توثيق نصوص القرآن ومعاينتها بمنظور عصري متميز من ينابيعها الأولى.

٣ ـ استقراء المجهول

ولا شك أن هدفا أساسيا يحدو بالمستشرقين إلى خوض عباب القرآن ، والغوص في أعماق كنوزه ، ألا وهو استقراء المجهول ، واستكشاف الحقائق ، ولا يكون هذا الملحظ إلا علميا أصابوا الهدف أم أخطئوه. وقد كان مضمار هذا الارتياد السبق إلى المعرفة ، بالتأكيد على الجزئيات الأولية ، التي تمهد في الوصول للكليات الرئيسية ، فكان عملهم كالمقدمات الضرورية التي تنتهي إلى نتائج ضرورية ، فيما يقدرون لا فيما نقدر ، إذ قد نوافقهم حينا ونختلف معهم حينا آخر فيما قرروا من استنتاج.

ومهما يكن من أمر ، فقد سلكوا إلى تحقيق هذه الخطوة اتجاها عمليا أصيلا بالتأكيد على دراسة القرآن موضوعا ، موضوعا ، ولم يتناولوا بطبيعة الحال كل موضوعات القرآن ، بل اكتفوا بالبعض منها ، مما يسهل بحثه ، أو تتوافر مصادره ، أو يخلص إلى حصيلة مثمرة ، والحق أن هذا الاتجاه يعني الاستقصاء والاستيعاب الشامل ، ويتطلب القيام بعملية إحصائية في ذات الموضوع المراد بحثه. ومع أن الشك يخامرنا في قدرة جملة المستشرقين على تحقيق هذا الغرض ، إلا أننا لمسنا مقدرة فائقة أحيانا عند الطبقة الممتازة منهم ، ممن بدا على بحوثه سيماء الصبر والأناة والتحفز ، فالمشقة الدراسات الاستقرائية تضني الباحثين ، وقد لا يحققون قدرا يعتد به من النجاح إلا بعد سنين من التمحيص وعناء الاستنباط.

نام کتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست