وفي تاريخ ابن الأثير : أنّ عليّاً نهض بالراية وعليه حلّة حمراء فأتى خيبر فأشرف عليه رجل من اليهود فقال : من أنت؟
قال : أنا علي بن أبي طالب.
فقال اليهودي : غُلبتم يا معشر اليهود.
قال : وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني قد ثقبها مثل البيضة وهو يقول :
قد علمت خيبر انّي مرحب
شاكي السلاح بطل مجرّب
فقال علي عليهالسلام :
أنا الذي سمّتني اُمّي حيدرة
كليث غابات كريه المنظره
أكيلهم بالسيف كيل السندرة
فاختلفا بضربتين ، فبدره علي عليهالسلام فقدّ الجحفة والمغفر ورأسه
الدار قطنيّ والخطيب البغدادي وابن عساكر وفي ص ١١٦ ح ٣٦٣٧٧ خرّجه مختصراً عن تاريخ أصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادميّ ١ : ٣١١.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ودور الامام علي عليهالسلام في قتل مرحب زعيم اليهود وفتح قلاع خيبر في كثير من المصادر الحديثيّة والتاريخيّة المعتبرة عند الفريقين السنّة والشيعة بأسانيد مختلفة ومتون متواترة.
وقد خصّ العلامة مير حامد حسين أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار ـ الجزء التاسع ـ للبحث والتحقيق في هذا الحديث واثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي عليهالسلام للنبي صلىاللهعليهوآله وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنّة فيما يمتّ بهذه الواقعة التاريخيّة.
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مائة مصدر حديثيّ وتارخي. فليراجعها من أراد الإيقان.