responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد المدنيّة نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 421

قال للحلال هذا حرام وللحرام : هذا حلال ودان بذلك ، فعندها يكون خارجا من الإيمان والإسلام إلى الكفر ، وكان بمنزلة رجل دخل إلى الحرم ثمّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.

قال مصنّف هذا الكتاب [١] : كان المراد من هذا الحديث : ما كان فيه من ذكر القرآن ومعنى ما فيه أنّه غير مخلوق ، أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنّه غير محدث ، لأنّه قد قال : « محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره » [٢] انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

أقول [٣] : هذا الحديث الشريف موافق لقولهم عليهم‌السلام : « ستّة أشياء من صنع الله ليس للعباد فيها صنع : النوم واليقظة ، والرضا والغضب ، والعلم ، والجهل » [٤] وموافق لقول الحكماء وعلماء الإسلام : المفهومات الخبرية وغير الخبرية الضرورية الغير الاختيارية والكسبية الاختيارية كلّها فائضة على النفوس من الله تعالى ، لقوله تعالى : ( سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا ) [٥].

ثمّ أقول : يستفاد من الأحاديث أنّ تأثيراته تعالى أنواع :

منها : خلق شي‌ء بأمر كن.

ومنها : جعل أشياء أسبابا لوجود أشياء اخر ، بأن يقال : كن سببا مستلزما لذلك.

ومنها : أن يقال : لا تكن شي‌ء من أفعال الخير وأفعال الشرّ إلّا بعد سبق مشيئتي وإرادتي وقدري وقضائي وإذني وكتاب وأجل. ولو لا النوع الأخير لكان العبد مستطيعا تامّا من كلّ فعل أراده ، ولزم التفويض. وقولهم عليهم‌السلام : « أبى الله أن بجري الأشياء إلّا بأسبابها » [٦] ناظر إلى ذلك.

فعلم من ذلك أنّ السبب قسمان : سبب طبيعي كطلوع الشمس لوجود النهار ، وسبب غير طبيعي كجعل الله تعالى إصابة العين والسحر سببا مستلزما لوجود


[١] يعني كتاب التوحيد.

[٢] التوحيد : ٢٢٠ ـ ٢٢٣ ، ح ٧.

[٣] هذا الفقرة إلى قوله : « أقول : معنى خلق المعرفة ... » في ص ٤٢٥ لم يرد في خ.

[٤] الخصال : ٣٢٥ باب الستّة ، وفيه : بدل « العلم » : المعرفة.

[٥] البقرة : ٣٢.

[٦] بصائر الدرجات : ٦ ، ب ٣ من الجزء الأوّل.

نام کتاب : الفوائد المدنيّة نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست