عن زرارة ومحمّد بن مسلم وبريد العجلي قالوا : قال أبو عبد الله عليهالسلام لحمران بن أعين في شيء سأله : إنّما يهلك الناس لأنّهم لا يسألون [١].
وفي كتاب الكافي ـ في باب نصّ الله عزوجل ورسوله على الأئمّة عليهمالسلام واحدا فواحدا [٢] ـ أحاديث صريحة فيما نحن بصدد بيانه ، من تلك الجملة قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله عزوجل وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس اسمعوا وقد بلّغت ، إنّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين ، والثقلان : كتاب الله جلّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، فوقعت الحجّة بقول النبيّ صلىاللهعليهوآله وبالكتاب الّذي يقرأه الناس. فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام وبيّن لهم بالقرآن ، قال جلّ ذكره : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[٣] قال : الكتاب [ هو ] الذكر ، وأهله آل محمّد عليهمالسلام أمر الله عزوجل بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهّال ، وسمّى الله عزوجل القرآن ذكرا ، فقال تبارك وتعالى : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )[٤]. وقال عزوجل( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ )[٥] وقال عزوجل : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )[٦] وقال عزوجل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )[٧] فردّ الأمر ـ أمر الناس ـ إلى اولي الأمر منهم الّذين أمر بطاعتهم وبالردّ إليهم [٨].
وفي الكافي في باب « معرفة الإمام والردّ إليه » : عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : أبى الله أن تجري الأشياء إلّا بأسباب ، فجعل لكلّ شيء سببا وجعل لكلّ سبب شرحا وجعل لكلّ شرح علما وجعل لكلّ علم بابا ناطقا عرفه من عرفه وجهله من جهله ذاك رسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن [٩].
وفي الكافي ـ في باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام هم الهداة ـ عدّة من أصحابنا عن أحمد
[١] الكافي ١ : ٤٠ ، ح ٢. [٢] بل في باب بعده. [٣] النحل : ٤٣. [٤] النحل : ٤٤. [٥] الزخرف : ٤٤. [٦] النساء : ٥٩. [٧] النساء : ٨٣. [٨] الكافي ١ : ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ، ح ٣. [٩] الكافي ١ : ١٨٣ ، ح ٧.